شهدت إسبانيا مؤخراً موجات من الفيضانات الكارثية، والتي أغرقت عدداً كبيراً من السيارات، مما زاد من أعداد المركبات التالفة بفعل المياه في الأسواق الدولية.
وتتزايد ظاهرة تصدير السيارات الغارقة من الدول المتقدمة إلى الأسواق الناشئة، حيث يشتريها المستهلكون بأسعار مغرية، غير مدركين المخاطر الكامنة وراءها. وتُعَدّ السيارات المتضررة من الفيضانات مشكلة حقيقية، إذ تُباع في المزادات الدولية ثم تُصدر إلى دول كأوكرانيا وبعض الأسواق الفقيرة، وتدخل هذه الدول بمظهر السيارات المستعملة بينما تخفي مشكلات خطيرة.
لماذا تنتشر السيارات الغارقة في أسواق الدول الفقيرة؟
في البلدان المتقدمة، عندما تتعرض السيارات لأضرار مائية جسيمة جراء الفيضانات، يحصل مالكوها على تعويضات تأمينية، ويتركون السيارات المتضررة لشركات التأمين. هذه الشركات بدورها تسعى لبيع هذه السيارات في المزادات لاسترجاع جزء من الخسائر، فتُباع غالباً إلى تجار يستهدفون الأسواق الفقيرة حيث يُعدّ السعر عامل جذب أساسي. وغالباً، تُشحن هذه المركبات إلى دول لا تُطبق فيها قوانين صارمة تجاه الفحص الدقيق للسيارات المستعملة، مما يجعلها بيئة مناسبة لتداول السيارات الغارقة.
الأضرار الناتجة عن شراء سيارة غارقة
تتعرض السيارات الغارقة لأضرار خفية جراء المياه، والتي تشمل تعطل أنظمة الإلكترونيات والميكانيكا وتآكل الأجزاء المعدنية. يتسبب الماء في تلف أسلاك الكهرباء، وتآكل الهيكل المعدني، وظهور الصدأ سريعاً. كما أن مقصورة السيارة قد تتشبع برائحة الرطوبة ويظهر فيها العفن والبقع التي يصعب إزالتها، مما يؤثر على جودة السيارة وسلامة الركاب على المدى الطويل. حتى وإن بدت السيارة سليمة للوهلة الأولى، فإن مشكلات خفية قد تبدأ بالظهور تدريجياً بعد الشراء، وهو ما يترتب عليه تكاليف إصلاح باهظة.
كيف يمكن تجنب شراء سيارة غارقة؟
للحد من مخاطر شراء سيارة متضررة بالمياه، ينصح الخبراء بالقيام بعدد من الخطوات الوقائية. يجب على المشترين التحقق من تاريخ السيارة عبر رقم تعريف المركبة (VIN) من خلال خدمات الفحص المتاحة على الإنترنت، والتي يمكن أن تكشف عن معلومات حول تعرض السيارة لحوادث أو كوارث طبيعية. كما ينصح بفحص السيارة بدقة للبحث عن علامات تدل على دخول المياه، مثل الطين أو العفن تحت المقاعد، والأضرار التي قد تظهر على الأنظمة الكهربائية. وللحصول على حماية إضافية، يُفضل الاستعانة بميكانيكي مختص لفحص السيارة والتأكد من خلوها من آثار المياه.
حماية السوق المصري من السيارات الغارقة
في الوقت الذي تتدفق فيه السيارات الغارقة إلى بعض الأسواق الفقيرة، يبرز القانون المصري كحاجز مهم لحماية المستهلكين. يمنع القانون المصري دخول السيارات المتضررة بالمياه إلى السوق المحلية، سواء كانت غارقة أو حتى مستعملة، مما يحد من تعرض المستهلكين لمخاطر كبيرة تتعلق بسلامة المركبات وأمانها.