تشهد مبيعات السيارات الكهربائية تباطؤًا ملحوظًا على مستوى العالم، مما يمنح فرصة لعودة السيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي والمركبات الهجينة والهيدروجينية إلى المشهد بقوة. ورغم التوقعات السابقة بأن السيارات الكهربائية ستسيطر على سوق النقل الشخصي بحلول عام 2030، تشير الأرقام الحالية إلى أن الوقود الأحفوري سيظل خيارًا رئيسيًا لفترة أطول مما كان متوقعًا.
عدة شركات تصنيع سيارات كبرى أعلنت عن انخفاض مستمر في مبيعات السيارات الكهربائية. في المقابل، يتم إطلاق نماذج جديدة تعمل بالهيدروجين، بجانب خطط لتوسيع إنتاج السيارات الهجينة. شركة تويوتا اليابانية، على سبيل المثال، خفضت خطط إنتاجها للسيارات الكهربائية لعام 2026 بنسبة الثلث، متوقعة إنتاج مليون سيارة بدلاً من 1.5 مليون.
شركة فولفو أيضًا تراجعت عن هدفها بالتحول الكامل للسيارات الكهربائية بحلول 2030، مع خطط للاستمرار في تقديم نماذج هجينة. وفي الولايات المتحدة، أعلنت شركات مثل فورد وجنرال موتورز عن تأجيل أو إلغاء إنتاج نماذج كهربائية جديدة.
على مستوى الأرباح، كشفت شركة تسلا عن انخفاض بنسبة 9% في إيرادات الربع الأول من عام 2024، وهو أكبر تراجع لها منذ عام 2012. وفي كوريا الجنوبية، شهدت مبيعات السيارات الكهربائية انخفاضًا حادًا بنسبة 45%، ما يثير المخاوف حول مستقبل هذه التقنية.
أحد العوامل الرئيسية وراء هذا التباطؤ هو "رهاب السيارات الكهربائية" الناتج عن حوادث حرائق بطاريات الليثيوم، بالإضافة إلى مطالب المستهلكين بمدى قيادة أطول وأوقات شحن أسرع. وفي إشارة أخرى لهذا الاتجاه، أعلنت مرسيدس بنز في وقت سابق أنها لن تحقق هدفها لعام 2025 بأن تشكل السيارات الكهربائية والهجينة 50% من مبيعاتها.
وفي هذا السياق، تخطط بي إم دبليو لإطلاق أول سيارة تعمل بالهيدروجين في عام 2028، ما يعزز من وجود تكنولوجيا الهيدروجين في السوق بجانب محركات الاحتراق والهجينة.