قال الراحل رءوف غبور في مذكراته «خبرات ووصايا»، أن تجاربه العملية في عالم المال والأعمال، والتى امتدت لأكثر من خمسة وأربعون عاماً، واقتحامه مجالات مختلفة في الأسواق والأعمال داخل مصر وخارجها، وما واجهه من أزمات مالية حادة، وخبرته في الإدارة التى انتشلته من أزماته، وتنوع استثماراته، جعلته يكتب وصيته لبلده «مصر».
«بناء الطاقات البشرية»
وأضاف الراحل في مذكراته: إدارة الدول تشبه إدارة المؤسسات الكبري، فالمبادئ واحدة، مشيراً إلى أن مصر تمتلك مقومات وثروات ضخمة، وحسن استغلالها وإداراتها يجعلها في مصاف الدول الكبرى خلال فترة وجيزة، موضحاً أن وضع خطة طويلة الأجل لبناء »الطاقات البشرية« الهائلة يجعل من تلك الطاقات أثمن من بترول دول الخليج.
«مقومات مصر تجعلها في مكانة عالمية»
وأكمل الراحل قائلاً في مذكراته: تمتلك مصر مقومات بناء صناعة كبرى، مشيراً إلى أن الاهتمام بوضع استراتيجيات وسياسات جاذبة للاستثمار ومحفزة للصناعة، وكذلك السياحة والزراعة والخدمات، إلى جانب قناة السويس والموقع الجغرافي الإستراتيجي، كفيل بجعل مصر في مكانة مرموقة عالمياً.
«مبادئ تساهم في تحقيق نهضة»
وقال: هناك عدة مبادئ للإدارة المطلوب إتباعها من السلطة التنفيذية لتحقيق نهضة مصر الكبرى، مشيراً إلى أن تلك المبادئ تتمثل في 6 نقاط، مشيراً إلى أن أول تلك النقاط يتمثل في إعطاء الأولوية لملفات التعليم والثقافة والصحة والاستثمار والصناعة والسياحة، وذلك من خلال وضع استراتيجيات والاستعانة ببيوت الخبرة الدولية والمحلية بأى تكلفة.
«الكفاءات المصرية بالداخل والخارج»
وأكد الراحل في مذكراته أن ثاني المبادئ يتمثل في استهداف تحقيق معدلات نمو الناتج القومي الإجمالي لا تقل عن 10% للسنوات العشر المقبلة، وذلك من خلال وضع استراتيجيات مالية واقتصادية، فيما يتمثل ثالث المبادئ في جذب الكفاءات المصرية المتميزة من الداخل والخارج، لشغل المناصب العليا في السلطة التنفيذية.
«صلاحيات كاملة»
وأضاف: رابع المبادئ تتمثل في منح صلاحيات كاملة لهذه القيادات في إدارة أعمالهم، وحرية اختيار مرؤوسيهم، وعدم التدخل في عملهم، بينما يتمثل خامس المبادئ في متابعة أداء تلك القيادات بصفة دورية، للتأكد من تحقيق الأهداف المطلوبة في الفترات الزمنية المحددة.
«تكلفة الكفاءات والعائد الضخم»
ونوه الراحل في مذكراته إلى أن سادس المبادئ يتمثل في اعتماد مبدأ أن الحد الأقصى للأجور هو القيمة السوقية للمدير في أسواق العمل داخل وخارج مصر، مؤكداً أن أيا كانت تكلفة هذه الكفاءات فإنها لا تساوى شيئا مقابل العائد الضخم الذى سيعود على الدولة من خلال حسن الإدارة وتحقيق النهضة المنشودة.
«تابعونا» في حلقات قادمة من مذكرات رءوف غبور «خبرات ووصايا».
