تشهد سوق السيارات خلال تلك الفترة «العجائب»، وأعلن العديد من وكلاء السيارات والموزعين والتجار عن «انخفاضات متتالية» لا زالت مستمرة حتى اليوم بواقع رقم صحيح وأمامه 5 أصفار جنيه، إضافة إلى عروضاً ترويجية تصل الى 200 الف جنية ، وألاعيب تجارية، وذلك كله من أجل تحفيز المستهلكين على «شراء السيارات».
«قصة السوق»
قصة سوق السيارات المصرية، بدأت في السنوات الأخيرة مع «ارتفاع جنوني، وأوفر برايس» وأسعار خيالية، عانى بسببها المستهلك، وحرم البعض من ركوب سيارة كان يحلم بشرائها، وكانت حجة الوكلاء والموزعين والتجار، «دولار السوق السوداء».
إلا أن «صفقة رأس الحكمة»، وقرارات البنك المركزي بتحرير سعر الصرف، وتوافر الدولار في البنوك، بأسعار تقترب من 24 جنيه عن سعر «دولار السوق السوداء»، واختفاء الأخير، كان له تأثير إيجابي على أسعار السيارات في الفترة الراهنة.
«ما السر؟»
«الدولار الجمركي» ظل فترة طويلة مستقر عند سعر 30,90جنيه ، إلى أن تم تحرير سعر الصرف خلال الفترة الأخيرة، ليصبح 47,77جنية, وكانت حجة الوكلاء والموزعين وتجار السيارات، ندرة الدولار في البنوك، وارتفاعه في السوق السوداء إلى 70 جنيه، إلا أنه ورغم اختفاء «دولار السوق السوداء»، والأوفر برايس، قام الوكلاء والموزعين والتجار بخفض أسعار السيارات أكثر من مرة، وبأرقام كبيرة، ولا زال يتوقع الخبراء المزيد من الانخفاضات خلال الفترة المقبلة، فما السر؟
«عرض الفضاء الخارجي»
يقول الكاتب الصحفي هشام الزيني إن سوق السيارات تشهد العجائب خلال تلك الفترة، مشيراً إلى أن السوق شهدت عروضاً لم تشاهدها منذ زمن بعيد، وتعد من عصر الفضاء الخارجي، موضحاً أن أحد كبار موزعي السيارات في مصر، قدم عرضاً يتضمن 6 أو 7 أشياء مهمة جداً للمستهلك، إلا أن ذلك لم يحرك المستهلكين.
«العزوف يتصدر المشهد»
وأضاف الزيني: هناك انهيار أسعار في سوق السيارات، إضافة إلى قيام البعض بحرق أسعار، وعودة أوفر برايس على استحياء في محاولة لجذب المستهلك، إلا أن عزوف المستهلكين عن الشراء مازال يتصدر المشهد.
«هجوم للتغلب على حالة الركود»
وكشف الكاتب الصحفي، هشام الزيني، سر «هجوم» كبار الموزعين وتجار السيارات و«صبيانهم» بحملات ترويجية عبر منصات التواصل الاجتماعي لتحفيز المستهلكين على الشراء، وإنعاش مبيعاتهم من حالة الركود التى يعانون منها خلال تلك الفترة، مفجراً مفاجأة من العيار الثقيل.
«أسباب بطلها المستهلك»
وأشار الزيني إلى وجود سببين «مفاجأة» وراء «هجوم» كبار الموزعين وتجار السيارات و«صبيانهم» بحملات ترويجية لتحفيز المستهلكين على الشراء، مشيراً إلى أن السبب الأول يتمثل في زيادة المعروض بشكل كبير مقارنة بحجم الطلب، أما السبب الثاني فيتمثل في تحول المستهلكين إلى «متفرجين فقط» والاكتفاء باتصالات هاتفية أو زيارات لا ينتج عنها إتمام الشراء.
«افتراء الأرباح»
وأرجع الكاتب الصحفي، السبب إلى زيادة المعروض من السيارات حالياً لدى التجار مقارنة بحجم الطلب، وتحول المستهلكين إلى «متفرجين فقط» إلى افتراء الموزعين وتجار السيارات خلال الفترة الماضية، منتقداً محاولاتهم تحقيق أعلى الأرباح بشكل غير طبيعي، ولم يكتفوا بأرباح تقدر بـ 10% فقط، رغم أنها مع تدوير المال سوف تحقق لهم ما لا يقل عن 40% سنوياً، مؤكداً أن قيمة تلك الأرباح مجتمعة لا تحققها أي تجارة تقريباً.
«أرباح 150%»
ويتفق المهندس رأفت مسروجة، خبير المبيعات والتسويق في مصر، مع ما قاله "الزيني"، مشيراً إلى أن الوكلاء والموزعين كانوا يحققون أرباحاً بنسبة تتراوح ما بين 100 و150%، وأنهم بالغوا كثيراً في تحقيق المكاسب على حساب السوق، ولم يكتفوا بتدوير المال عدة مرات لتحقيق أرباح كبيرة.
«أسعار ليست منطقية»
ولفت خبير المبيعات والتسويق إلى أن أسعار السيارات لم تكن منطقية على الإطلاق، مطالباً الوكلاء والموزعين بمخاطبة الشركات الأم للحصول على أسعار مخفضة تتناسب مع السوق العالمي، موضحاً أن خفض الوكلاء والموزعين الأسعار، ينعش السوق ويعيد إليه حركته المعتادة بدلاً من حالة الركود التى يعاني منها بسبب المبالغة في الأسعار، معتقدا مزيداً من انخفاض أسعار السيارات خلال الفترة المقبلة.
«عقلانية المستهلك»
وأضاف "مسروجة" المستهلك أصبح يتعامل بعقلانية، وأصبح هناك مجموعة من المشتريات المؤجلة، ومن بينها السيارات، وبدأ المستوردين والموزعين بخفض أسعار السيارات مع عزوف المستهلكين عن الشراء، وخاصة مع نزول الموديلات الأحدث، موضحاً أن الأسعار ستشهد انخفاضا أكبر خلال الفترة المقبلة.
«ألاعيب الصبيان»
أما أحمد فاروق، مدير أحد معارض السيارات، فيؤكد أن بعض التجار يستخدمون العاملين لديهم للترويج بأن الأسعار سوف ترتفع، وهناك من قام برفعها فعلاً في محاولة لإثارة خوف المستهلكين وتحفيزهم على الشراء قبل ارتفاعها أكثر، محذراً من «ألاعيب صبيان التجار» في تلك الفترة.
«المبالغة في الأسعار»
كما حذر "فاروق" من استمرار ظاهرة المبالغة في الأسعار، حيث أنها تؤدى على عزوف المستهلكين عن الشراء، ما يجعل السوق يعاني من حالة الركود، مشيراً إلى أن البيع بسعر عادل ينعش السوق ويحقق مبيعات وأرباح كبيرة، فيما تؤدى الأسعار غير العادلة إلى استمرار حالة الركود.
«سر الانخفاضات»
ويكمن السر في الانخفاضات المتتالية لأسعار السيارات الزيرو بواقع يقترب من 100 ألف جنيه في المرة الواحدة في عدة أسباب، السبب الأول يتمثل في عزوف المستهلكين عن الشراء في ظل فقدان الثقة في أسعار الوكلاء والموزعين والتجار.
«التخلص من المخزون»
أما السبب الثاني فيتمثل في محاولة الوكلاء والموزعين والتجار التخلص من المخزون، خاصة مع بدء نزول الموديلات الجديدة في الأسواق، وهو أمر يهدد بتحقيقهم خسائر كبيرة.
«استقرار سعر الدولار»
بينما يتمثل السبب الثالث في حالة الاستقرار في أسعار الدولار في البنوك والدولار الجمركي، فلا حجة للوكلاء أو الموزعين والتجار في المبالغة في الأسعار.
«خسائر يومية»
ويتمثل السبب الرابع في الخسائر اليومية التي يتكبدها الوكلاء والموزعين والتجار للوفاء بالتزاماتهم الشهرية من إيجارات ورواتب وغيرها دون تحقيق مكاسب تضمن لهم الوفاء بتلك الالتزامات.
«قائمة أولويات المستهلك»
ويتمثل خامس الأسباب في تغيير المستهلك المصري قائمة أولوياته في تلك الفترة، خاصة وأنه أصبح يدرك تماماً أهمية تنظيم أولوياته، كما أصبح يدرك ألاعيب الوكلاء والموزعين والتجار لتحقيق أعلى الأرباح، وذلك مع طرح قضية الأسعار في الإعلام المصري.
«سيناريو وحيد مرتقب»
«سيناريو» يتوقع حدوثه خلال الفترة المقبلة، ويتمثل في قيام الوكلاء والموزعين والتجار بخفض أسعار السيارات بشكل أكبر وعادل، وخاصة مع قيام الوكلاء باستعراض الوضع في السوق على الشركات الأم، والتي ستقوم بخفض الأسعار للحفاظ على وجودها في السوق المصرية، ولكن السؤال هل يتعلم الوكلاء والموزعين والتجار من تلك الأزمة أم يستغلون أي امتيازات تمنحها الشركات الأم لصالحهم فقط؟