قال الراحل رءوف غبور في مذكراته «خبرات ووصايا»، إن نائب رئيس هيئة المواصلات السلكية واللاسلكية، قرر بيع 60 فدان من أرضه التى كانت تجاور مزرعتي، وقررت بالفعل شرائها، وكان الاتفاق أن أدفع له مبلغ 250 ألف جنيه مقدماً، على أن أمنحه 10 شيكات بقيمة 500 ألف جنيه بعد التنازل في الشركة عن العقد، إلا أن ما حدث بعد ذلك كان سبباً في دخولى السجن في أكتوبر1991.
«مكالمة سنترال دمياط»
وأضاف الراحل في مذكراته: استقبلت اتصالا من مسئول الهيئة، وهو نائب رئيس الهيئة للمشروعات، يقول لى أنه انتهى من اجتماع لجنة المشتريات وقال "مبروك عليك يا رءوف سنترال دمياط.. الطبيخ سريع"، فتوترت من الجملة وأغلقت الخط، إلا أنه عاود الاتصال وسألني ماذا عن موضوعنا، يقصد الأرض، فقلت له أننى سأمر عليه في منزله يوم الجمعة، ويبدو أنه كان مرشحاً لمنصب رفيع، وهناك تحريات دقيقة عليه، والمكالمة كانت مسجلة بمعرفة جهات رقابية.
«حقيبة النقود في عشة الفراخ»
ونوه الراحل إلى أنه توجه بالفعل إلى منزل المسئول في اليوم المحدد، وقدم إليه حقيبة فيها 250 ألف جنيه، وأثناء خروجه من الشارع بسيارته، استوقفته قوة أمنية بزى مدني، وقال "سألوني عن الحقيبة، فشرحت لهم التفاصيل وأننى تركتها للمسئول مقابل شراء قطعة الأرض، وأنه سينهى إجراءات التنازل عن الأرض لدى الشركة، إلا أنهم اصطحبوني، كما قامت قوة أخرى بتفتيش منزل المسئول، وظلوا يبحثون إلى أن وجدوا الحقيبة في «عشة الفراخ»، حيث أمرت زوجة المسئول الشغالة بإخفاء الحقيبة في هذا المكان فور دخول القوة الأمنية إلى المنزل.
«زنزانتي الإعدام والتأديب»
ولفت إلى أنه خضع لتحقيقات من الأجهزة الرقابية، وأنه تمسك بروايته عن الأرض باعتبارها الحقيقة، مفضلاً البقاء في السجن عن اتهام المسئول بالباطل للخروج من الأزمة، مشيراً إلى أنه قضى ستة أشهر في السجن، منها أيام قضاها في زنزانة «الإعدام»، وفترة أخرى في زنزانة «التأديب»، وذلك بناء على رغبته في البقاء بغرفة منفردة وعدم الاختلاط بالمساجين الآخرين.
«الانشغال بالثروة على حساب الأسرة»
وأضاف الراحل في مذكراته " إن فترة السجن كشفت لى مدى انشغالي عن أسرتي، وأننى كنت أهتم بتحقيق الأرباح لأصبح غنياً، وأغني أسرتي، إلا أننى في سبيل ذلك، اكتشفت بعد دخولى السجن، أن انشغالى كان سبباً في الشعور بأن أولادي «كمال ودينا ونادر» شبه غرباء عنى، وأن ذكرياتى معهم تكاد تكون محدودة جداً.
«الإجازة الأسبوعية»
وأكد رءوف غبور في مذكراته، أنه وصل إلى قناعة داخل السجن، بأن يكون يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع لأسرته، وأنه لو وضع أمامه «مليون دولار» بحقيبة في الجانب الآخر من الشارع أمام منزله يومي الجمعة والسبت، فأنه لن يتحرك باتجاهها نهائياً.
«تابعونا» في حلقات قادمة من مذكرات رءوف غبور «خبرات ووصايا».