لا يكاد يمر يوما على مصر إلا وهناك جديد، ملامح تتشكل نحو مستقبل لم يكن يخطر على البال، مواصلات ذكية على الطريقة الأوروبية، ووسائل نقل لم نكن نشاهدها إلا في أفلام هوليود والسينما الأوروبية.
لقد وضعت الدولة المصرية، ملف النقل في قمة أولوياتها، ليس هذا ترفا وإنما اعتمادا على دراسات علمية، أكدت أن تضاعف عدد السكان والبناء العشوائي جعل الطرق تقترب من حالة الشلل التام بعدما أصبحت غير قادرة على استيعاب الآلاف من السيارات الجديدة كل عام.
والأخطر أن هذا الشلل الذي كان يقترب بسرعة كبيرة يهدد أيضا منظومات نقل السلع والتجارة ومستلزمات الإنتاج للمصانع وحتى عمليات نقل الحاصلات الزراعية، والوصول إلى الموانئ للتصدير.
لم يكن المصريين قبل 10 سنوات من الآن على ثقة في قدرة الدولة على اجتياز هذه الأزمة الخطيرة، لكن ما جرى فاق حتى ما قد يخطر في أحلامهم، فلم يقتصر التطوير على توسيع للطرق أو إنشاء كباري، بل وضعت الدولة نصب أعينها منظومة متكاملة تشمل أولا تطوير أدوات المرور، ووسائل المواصلات العامة وتشغيل المركبات، والاستعانة بوسائل تنقل جديدة مع منظومة مراقبة رقمية دقيقة.
خطة وزارة النقل
يقول وزير النقل، كامل الوزير، إنه تم وضع خطة زمنية لتنفيذ مشروع الكارت الموحد لوسائل النقل ليشمل جميع وسائل النقل الحالية، وذلك بحلول عام 2025، حيث يشمل نطاق المشروع خطوط المترو الأربعة، والقطار الكهربائي الخفيف LRT، وخطى المونوريل شرق وغرب النيل، والأتوبيس الترددي BRT، وأتوبيسات هيئة النقل العام، وأتوبيسات النقل الجماعي المرخصة من جهاز تنظيم النقل، وقطارات السكك الحديدية.
وأضاف الوزير في تصريحات سابقة خلال مشاركته في ورشة العمل الثانية المشتركة بين الحكومة المصرية والأمم المتحدة لبلورة الأفكار حول التكنولوجيا والابتكار، أن الوزارة تقوم حاليًا بتنفيذ خطة شاملة لتطوير وتحديث عناصر منظومة النقل من وسائل وشبكات خلال الفترة من (2014- 2024) باستثمارات 2 تريليون جنيه.
المونوريل
«المونوريل».. هو قطار معلق ويندرج ضمن وسائل النقل الجماعية، حيث يسير على «كمرة» خرسانية معلقة، لنقل الركاب كما يعتبر ضمن المواصلات المواكبة للتنمية المتسارعة بالمدن الجديدة.
ويتم تنفيذ خطي مونوريل، الأول في العاصمة الإدارية الجديدة لربطها بالقاهرة، والثاني في مدينة 6 أكتوبر لربطها بمدينة الشيخ زايد، ويمتد مونوريل 6 أكتوبر بطول 42 كم، ويستهدف ربطها بالشيخ زايد بالقاهرة والجيزة، وبه 10 محطات، وهي:«المنطقة الصناعية لمدينة 6 أكتوبر - محطة جامع الحصرى - محطة أكتوبر - محطة ميدان جهينة - محطة زايد - محطة هايبر - محطة طريق إسكندرية الصحراوى - محطة المنصورية - محطة الطريق الدائرى - محطة جامعة الدول العربية»، رابطا مع الخط الثالث للمترو فى محطة بولاق الدكرور بالمرحلة الثالثة من الخط الثالث الجارى تنفيذها.
ويخدم المونوريل التوسعات الكبيرة بمدينة 6 أكتوبر، خاصة مشروعات الإسكان الاجتماعى والذي يتعدى 100 ألف وحدة سكنية، وتحقق المرحلة الثانية من المشروع ربطا مباشرا مع مشروعات التنمية جنوب أكتوبر والتوسعات الجنوبية، ويربط مع نهاية المرحلة الأولى من الخط الرابع لمترو الأنفاق.
أما مونوريل العاصمة الإدارية، فيمتد بطول 56 كم، ويضم 22 محطة، وهي: «الاستاد – هشام بركات – نورى خطاب – الحى السابع – ذاكر حسين – المنطقة الحرة – المشير طنطاوى – كايرو فيستيفال – الشويفات – المستشفى الجوى – حى النرجس – محمد نجيب – الجامعة الأمريكية – إعمار – ميدان النافورة – البروة – الدائرى الأوسطى – محمد بن زايد – الدائرى الإقليمي – فندق الماسة – حى الوزارات – العاصمة الإدارية».
وتبلغ السعة القصوى للمونوريل نحو مليون راكب يوميًا، ويحقق زمن رحلة تعادل زمن رحلة السيارة بدون توقف، ويسهم المشروع فى الإسراع بتنمية العاصمة الإدارية ومدينة القاهرة الجديدة، ونقل حركة الموظفين والمترددين من القاهرة والجيزة فى أقل زمن رحلة لاتصاله بالخط الثالث لمترو الأنفاق، ويسهم أيضا فى توفير مادي نتيجة فاقد الوقت والوقود المستهلك للوصول إلى العاصمة الإدارية ومدينة القاهرة الجديدة.
وتبلغ السعة التصميمية للمونوريل حوالي 48 ألف راكب / الساعة / الاتجاه، ويبلغ زمن الرحلة 35 دقيقة، وزمن التقاطر 90 ثانية، وعدد القطارات 27 قطارا، وعدد عربات المرحلة الأولى 108 عربات، بسرعة 80 كم/الساعة.
أما عن عدد الركاب المنقولين عند بدء التشغيل، فسيكون حوالي ربع مليون راكب يوميا ويزداد العدد تدريجيًا، وستشارك مصر فى إنشاء خط تصنيع وتجميع قطارات المونوريل في مصنع شرق بورسعيد للوحدات المتحركة.
القطار الكهربائي LRT
القطار الكهربائي LRT، يمتد من «السلام- العاشر من رمضان- العاصمة»، ويساهم في تعظيم منظومة النقل الجماعي في مصر وتسهيل حركة تنقل المواطنين إلى المدن الجديدة بشرق القاهرة.
وتنفذ وزارة النقل ممثلة في الهيئة القومية للأنفاق، مشروع الـ LRT بطول 90 كم، وبعدد محطات 16 محطة، وتم الانتهاء من أعمال السكة في عدد من القطاعات، وبعت نسبة التنفيذ نسبة 20%.
وتمتد المرحلة الأولى بالقطار الكهربائي من محطة عدلي منصور حتى محطة العاصمة الإدارية 1 بعدد 11 محطة، فيما تمتد المرحلة الثانية من محطة العاصمة الإدارية 1 حتى محطة العاصمة الإدارية 2، ويستهدف الربط بين القاهرة والمدن الجديدة، ويستفيد من هذا القطار المواطنين القانتين في مدن (العبور – المستقبل – الشروق – هليوبوليس الجديدة - بدر– المنطقة الصناعية- العاشر من رمضان - العاصمة الإدارية الجديدة)، ومن المخطط افتتاح المشروع وتشغيل في احتفالات أكتوبر 2021.
القطار السريع
القطار السريع الذي يعتبر هو أيضًا وسيلة نقل سريعة وعصرية وآمنة، يبدأ مسار المرحلة الأولى منه (العين السخنة – العلمين) بطول 460 كم، ويشمل 15 محطة.
وتبلغ السرعة التصميمية للقطار 250 كم/ ساعة، ويبدأ مساره من مدينة العين السخنة على ساحل البحر الأحمر وحتى مدينة العلمين الجديدة مرورا بالعاصمة الإدارية الجديدة ومدينة السادس من أكتوبر ومحطة سكك حديد الإسكندرية الحالية ومدينة برج العرب.
وأعلنت هيئة الأنفاق عن الانتهاء من أعمال أبحاث التربة والرفع المساحي وتخطيط المسار وجار العمل في تنفيذ الجسور الترابية والكباري والأعمال الصناعية للمسار وكذا المحطات والأسوار بواسطة الشركات المصرية الوطنية، بالإضافة إلى الأعمال الصناعية على الطرق المتقاطعة مع مسار القطار، وستبدأ الشركة الألمانية «سيمنز» فى أعمال الإشارات والاتصالات والتحكم ونظم الكهرباء بالتزامن مع هذه الأعمال.
كما تتولى شركة «سيمنز» تصنيع وتوريد 34 قطارا ركاب و10 جرارات لنقل البضائع، بالمشروع الذي يساهم فى ربط العاصمة الإدارية الجديدة والمدن الجديدة بشبكة السكك الحديدية لنقل الركاب والبضائع، والذي من المخطط الانتهاء من أعمال تنفيذ المشروع بالكامل خلال عامين فقط.
الاتوبيس الترددي السريع BRT
نفذ وزارة النقل مشروع الأتوبيس الترددي، بديل الخط الخامس للمترو، والذى يعمل على الطريق الدائري، وسيكون بديل للميكروباص بالتزامن مع انشاء طريق خدمة للربط بين مواقف الميكروباص ومحطات الأتوبيس الترددي الجديد.
يتم تنفيذ المشروع على مرحلتين بواقع 49 محطة على الطريق الدائري بتكلفة تقارب 9.5 مليار جنيه.
المستهدف من المشروع تشغيل 100 أتوبيس كهربائي، بطول الطريق، وسيتم الربط مع وسائل النقل الأخرى، منها مواقف السيرفيس أسفل الطريق الدائري وكذلك وسائل النقل الأخرى مثل المترو والقطارات والسوبر جيت.
- المشروع عبارة عن 49 محطة على الطريق الدائري منها 36 محطة كمرحلة أولى تنتهي في 30 يونيو 2024.
- شملت المرحلة الأولى توسعة المسافة من محور المريوطية/المنيب /حتى طريق اسكندرية الزراعي والمسافة من تقاطع المنصورية/طريق الفيوم/تقاطع طريق الواحات، بإجمالى 76 كم.
- المحطات تم اختيارها في أماكن مناطق كثيفة السكان، وقريبة من محطات النقل الجماعي للوسائل الأخرى مثل محطات مترو الانفاق وهي:
"محطة المشير طنطاوى - محطة كايرو فستيفال سيتى - محطة أكاديمية الشرطة - محطة طريق السويس - محطة عدلي منصور - محطة موقف العاشر من رمضان - محطة غرب الرشاح - محطة التروللي - محطة مؤسسة الزكاة- محطة مصرف بلبيس - محطة عزبة الجزيرة - محطة المرج - محطة رشاح والخصوص - محطة مسطرد - محطة متولي الشعراوي - محطة العصار - محطة منطي - محطة إسكندرية الزراعي - محطة بسوس - محطة بسوس القناطر - محطة الوراق - محطة تحيا مصر - محطة مترو إمبابة - محطة بشتيل - محطة أحمد عرابي - محطة أرض اللواء - محطة محور 26 يوليو - محطة المعتمدية - محطة زنين - محطة صفط اللبن - محطة منشية البكاري - محطة النور - محطة مسجد المدينة - محطة فيصل - محطة الهرم - محطة ترسة - محطة مصر للطيران - محطة الطالبية - محطة المنيب - محطة البحر الأعظم - محطة الزهراء - محطة العزبة - محطة محور الحضارة - محطة الجزائر - محطة الأوتوستراد - محطة الهضبة الوسطى - محطة سيتي سنتر المعادي - محطة الصيد - محطة البروان - محطة محور الشهيد - محطة مدخل التجمع.
- الدخول لمحطات الاتوبيس الترددي اعلى الدائري، سيكون بنفق او سلم مشاه.
- سيتم انشاء ساحات انتظار للملاكي أسفل محطات الأتوبيس الترددي.
- محطات الاتوبيس الترددي تتضمن شاشات لمعرفة وقت الوصول وزمن التقاطر (سيكون 10 دقائق تقريبا).
- سيعمل الاتوبيس على مدار 24 ساعة من خلال 3 دوريات عمل.
- سيكون هناك نوعان من التذاكر لشرائح الركاب المختلفة حسب طول المسافة، الأولى التذكرة الثابتة، والثانية التذكرة المرنة وسترتبط بعدد المحطات، لأن التكلفة ستكون بالكيلو.