بشرته السمراء المصرية الاصيلة وابتسامة الرضا التى كانت تعلو وجهه وهدوءه فى الحديث وصوته ذو الريتم الهادىء يدفعك دفعا للإنصات إليه، واكتشاف هذه الشخصية الرائعة ..المهندس أسامه سعد التقيت به منذ اكثر من 15 عاما فى منزل صديقى المحترم وزميلى الأستاذ خالد الغمرى مدير إعلانات ملحق السيارات.. كان هذا أول لقاء بينى وبينه وعندما قدمنى له صاحب البيت شعرت أننى أعرفه منذ زمن فقد أزال حواجز الزمن بابتسامته ومتابعته لما ينشر فى ملحق سيارات الأهرام، فهو كان يشغل منصب رئيس قطاع خدمات ما بعد البيع فى شركة عبد اللطيف جميل مع كتيبه العمل المحترمه فى مصر..
تحدثنا فى هذا الوقت عن السوق وملابساته وتحدياته وقتها قال: للأهرام دور كبير فى هذا السوق وعليه أن يمارسة بفاعلية وهذا حقها كمؤسسة وحق القارىء.. المهندس أسامة سعد استمرت صداقتى معه سنوات وسنوات.. كنت اكتشف طوال فترة معرفتى به أشياء رائعة فى شخصيته المحترمة المحترفة المهنية وعدم تدخله فى تخصصات الآخرين.. ذات يوم سألت عنه فقيل لى إنه ملازم الفراش وسوف يعود بإذن الله بعد فترة قصيرة للعمل..
عاد المهندس أسامة للعمل وذهبت إليه وجدت وجهه شاحبا.. قلت فى نفسى هذا الشحوب من أثر المرض، وأنه تعجل بالنزول للعمل وكان عليه البقاء لفترة نقاهه.. تحدثت ساعتها مع أحد قيادات الشركة عن حالة صديقى الصحية فابلغنى أنه مصابا بالسرطان، وأنه يتلقى العلاج الكيماوى.. سكت وظللت أسأل عنه والتقيه فى الشركة.. وجدته يعمل بطاقة أكبر مما سبق.. مبتسم .على وجهه علامات الرضا الجميلة التى لم تفارق عينى منذ اللقاء الأول معه.. ذات يوم عرفت أن المرض عاوده واشتد عليه بقوة فقد قرر المرض اللعين افتراسه.. لم يستسلم أسامة سعد وراح يعمل حتى قيام الساعة وفى صباح يوم جديد جاء الخبر.. استسلم الجسد الضعيف للنهاية.. مات أسامة سعد وترك خلفة ذكرى إنسان مؤمن راقى محترم اسمه اسامه سعد هنيئا لأبنائه بسيرة والدهم.