رغم أن التصميم "بسيط للغاية"، الا أن جهاز التنفس الاصطناعي الذي بدأت شركة "سيات" الاسبانية لصناعة السيارات بانتاجه بالتعاون مع مهندسين مختصين ومراكز أبحاث سيساعد حتما على تخفيف الضغط عن مستشفيات البلاد التي تكتظ بمرضى كوفيد-19 الذين يكافحون ضيق التنفس.
وأجبر النقص الحاد في أجهزة التنفس الاصطناعية الأطباء في كل مكان على اتخاذ قرارات صعبة تحدد من يمكن أن يحظى بفرصة للعيش ومن يُترك لمصيره، في حين دخل مهندسون متخصصون الميدان لايجاد حلول.
الجهاز الأسباني يحمل اسم "اويْكسجن" ويعمل بمحرك لماسحات زجاج السيارات ويتم انتاجه حاليا في مصنع لشركة "سيات" في كاتالونيا بمعدل 100 جهاز تنفس يوميا.
وقال الدكتور مانيل بويغ دومينغو الذي يترأس معهد "جيرمانس ترياس اي بويول" للأبحاث أن الجهاز تحول الى حقيقة بسرعة قياسية "لم نكن لنتخيلها".
وأوضح لفرانس برس أن الفكرة انتقلت من مرحلة التصميم إلى الإنتاج في غضون أسابيع قليلة، لأنه "إذا كنت تعتمد على طرف ثالث، فقد تسوء الأمور للغاية".
وعندما ضربت الجائحة اسبانيا بقوة في الأسبوع الثاني من شهر آذار/مارس ، لم يكن هناك أكثر من شركتين تنتجان أجهزة تنفس اصطناعي لانقاذ حياة المصابين بالتهاب رئوي.
وهذه الأجهزة تساعد المريض على التنفس بالكامل حين لا يتمكن من ذلك بمفرده، اما عندما تبدأ رئتاه بالتعافي فانها تساعده "عند الطلب".
وقال دومينغو إن جهاز التنفس الاصطناعي الجديد الذي طورته شركة بروتوفي الهندسية الصغيرة في برشلونة بتمويل من "سيات" يمكن أن يوفر حاليا للمرضى الدعم الكامل للتنفس، من دون خاصية دعم التنفس "عند الطلب".
وأشار دومينغو الى أن العمل جار على نموذجين لتقديم الدعم الجزئي بالتنفس عند الطلب، وهم يأملون بإضافة هذه الميزة في غضون أسابيع قليلة.
وقال "في دولة غنية وحديثة فإننا في العادة لن نستخدم إطلاقاً" هذه الأجهزة الأولية.
وتقدمت 42 مستشفى بطلب للحصول على جهاز التنفس الاصطناعي هذا الذي تدخل في صناعته 119 قطعة وفرتها "سيات" والشركات التي تزودها بالأجهزة الالكترونية.
وتم اختبار الجهاز على الخنازير قبل أن تمنحه وكالة الدواء الاسبانية الضوء الاخضر. وقال متحدث باسم شركة "سيات" إنه لن يتم تسجيل براءة اختراع بالتصميم كي بكون متاحا لأي "شركة صناعة سيارات أو أي قطاع آخر لديه القدرة على إنتاج جهاز التنفس هذا".
وأضاف المتحدث أن خط الإنتاج يعمل منذ السبت ويمكن أن يصل الانتاج الى 300 وحدة في اليوم كحد أقصى.
وقال دومينغو إنه يود رؤية انتاج هذا التصميم في افريقيا وأميركا اللاتينية، حيث يمكن لدول كثيرة أن تعاني من نقص أجهزة التنفس، مشيرا أن ايطاليا أبدت اهتماما وكذلك هناك محادثات جارية مع الأرجنتين وشيلي.
وحذر "ما لا نريده هو أن يقع هذا الجهاز في أيدي أولئك الذين قد يحولونه الى عرض تجاري".