ماذا لو سألونى أى شارع فى أى بلد تحبين العيش وقيادة سيارتك، أو حتى قيادة ميكروباص أو توك توك أو فلوكتك؟! لقلت رأس البر فى دمياط.
نعم كانت أول مرة أذهب فيها إلى دمياط رأس البر، ولو كان فى العمر بقية سوف أداوم على الذهاب إلى هناك، والسير فى الشوارع الصغيرة والركن فى أى مكان، وفى كل مكان، وسد الطريق بعشوائية، وكأننا نركب الحنطور أو الكاريتة فى مرسى مطروح زمان.
وأمام تلك العشوائية الفطرية، تقابل سلوك طيب هادئ غير عدوانى، احترت وقلت ده طبع حتى عرفت السبب، وإن عرف السبب بطل العجب.
كعادة الرحلات، كان من الضرورى تجربة ركوب الفلوكة أو المركب أم موتور بدون إحساس بأننا مجرد بضاعة سياحية، انتظر صاحب المركب غير السياحية، وبصبر شديد دون أن ينظر فى ساعته مثلما يحدث فى بلاد أخرى، وانطلق المركب وسط حشد ومظاهرة حب من مراكب الصيادين المتراصة أمام ضفتى النهر فى انتظار لحظات الانطلاق، وهنا بدأت فى ممارسة هوايتى فى قراءة المكتوب على جانبى أو خلفية أى شىء متحرك، بدءا من التوك توك، مرورا بالميكروباصات أو حتى بعض السيارات الهاربة من القانون! قانون منع الملصقات وغيرها، ويبدو أنه قانون «مركون» ينتظر التفعيل أو يأخذ راحة أمام القوانين الأخرى.
وإذا بى أواجه أثناء الرصد سيل منهمر من كلمات الصبر تتلخص فى كلمتين: «لا تغضب» إنها دعوة للصبر بأسلوب عصرى، وجدتها تتكرر أمام وكأنها أصبحت شعار بلد على الجدران على المراكب علىالعربات، الطريف أن تلك النصيحة الدمياطية المأخوذة من الكتب السماوية، وجدت صداها فى المرور بكل عشوائية فى رأس البر، ولا أنكر أننى عند وصولى إلى القاهرة سوف أضع هذا الشعار على عربتى وأنتظر رد الفعل!!
وبالطبع سأحكى لكم عما حدث.