Close ad
إلى راكبى «الإير» باص خليكوا فى الميكروباص

دينا ريان 16 يناير 2020

صحيح من فات قديمه تاه..
 
ماله الميكروباص على الأقل شبابيكه مكسرة أو مفتوحة أو معصلجة وفيه محطات ناس بتنزل وناس بتركب وفيروسات طالعة وفيروسات نازلة، وآهى كلها ساعة أو نص إنت وحظك.
لكن أن تركب ميكروباص طائر على شكل طائرة بغض النظر عن نوعها، سواء كانت بوينج أو إيرباص أو حتى صينى أو مثلا روسى إن شاء الله فوكر، هوه ده الكلام اللى مش مضبوط واللى جاب ركابه الأرض.
 
أعترف أننى لست من هواة الشارتر ولا شركات الشارتر من أيام رئاسة والدى للشركة الوطنية الأم ومحاربته لتلك الشركات الصغيرة القائمة على طائرة أو اثنين و اقلب الزبون وهى فى حجم علبة السردين.
 
لكننى ولجل الحظ الهباب، سافرت مع شركة سياحة نظام شلاطة تورز، نظام تسيح يا بيه، وبالتالى تعاقدت مع شركة طيران مثلها من ثلاثة حروف، نظام تركب يا بيه، وكان ناقص ينادوا علينا: بولاق بولاق بولاق، وكل ده كان ليه، لأن أصدقائى وأنا قبلهم عاوزين نسافر أرمينيا وهى سوق سياحى جديد خليط من بقايا الاتحاد السوفيتى، على بقايا ألمانيا الشرقية والكتلة الشرقية عندما اتوحدت.
 
ما علينا، ولأن التذاكر فى مصر للطيران والشركات الكبرى حتى الخاصة منها سعرها غالى، وكل غالى على الشلاطة تورز سافرنا عليها...!؟
 
أكثر من 150 راكب فى علبة صفيح، وخللى الزيت علينا أصبحنا مثل علبة السردين المحفوظة بقالها سنين.
 
رائحة الطائرة يبدو أنها «مزرنخة»! وعلى حد علمى كانت ولا تزال تعقيم الطائرات بعد وقبل كل رحلة من أساسيات وسلامة رحلات الطيران المدنى، وبالرغم من رقة وجمال المضيفات ورشاقتهن ورائحتهن المعطرة وابتسامتهن، إلا أن حالة الاختناق وانعدام التهوية وسخونتها جعلت واحدة من ركاب ذل الطائرة تفر هاربة ووجهها أحمر والدوع فى عينيها تناشد طاقم الطائرة فتح فتحات التهوية والتكييف البارد، لأنهم سيصابون بالاختناق.
 
طمأنتها ولجل حظى كنت من ركاب الصفوف الأولى. إن حالة كتمة النفس موجودة والحمد لله فى الصفوف الأولى كذلك، وإن الاختناق سيعم الجميع بعون الله.
 
بدأت أشاهد وبجانبى صديقتى تتلو صلواتها، إلا أن سمعت صوت تعبان مريض بالإنفلونزا يخرج محشرجا ليعرف نفسه بأنه قائد الطائرة، وأننا على وشك الهبوط.
 
الحمد لله لا يحمد على مكروه سواه، وبالرغم من مهارة الكابتن فى الهبوط مثله مثل كل الطيارين المصريين، فإن هذا لم يشفع له أنه بخ فيروس الإنفلونزا فى الطائرة، وهبطنا كلنا «اتشوا» بنعطس، ومن نجا منا أخذ الدور وهو عائد، والسؤال الآن فى «الميكرو» التهوية إجبارية، لأن الزجاج مكسر، لكن بالنسبة «للإير» باص..؟ إيه النظام فيه تهوية؟ طب فيه تعقيم؟ طب فيه كابتن معندهوش «إنفلوزا».
 
اخبار جوجل تابعوا صفحتنا على أخبار جوجل

الاخبار المقترحة

الاخبار الرئيسية

مقال رئيس التحرير

بقلم هشام الزيني

"ولسه"

الأكثر قراءة