كلما ذكروا كلمة ركوب الحمار.. تذكرت جحا وهو يركب حماره ويحاسب فى ركوبه على كلام الناس، حتى فقد حماره إرضاء لكلام الناس.
هذا ما حدث لى وأنا أزور أحد الأماكن السياحية فى الأردن «بترا»، حيث موقع أصحاب «الحجر» أو «الأيكة»، الذين كانوا ينحتون الصخر بالواد.
ولأنهم كانوا يسيرون فى طريق طويل بالنسبة لنا، وخطوتين وبس بالنسبة لهم، فقد توصل القائمين على السياحة هناك إلى اختراع ركوب، لا مؤاخذة الحمار، وكل سائح بحماره لإمكانية اختراق مفترق الطرق بين الجبلين المنحوتين بالقصور والبيوت والكهوف، وحتى الوصول إلى بوابة الخزنة الرومانية الشكل التى يقال عنها إنها كانت تحوى كهوفا وحجرات لتخزين المال «وزارة الخزانة».
صرح تاريخى دخل هذه الأيام ليصبح عجيبة من عجائب الدنيا السبع، وبالتالى ازدهرت السياحة بعد اعتراف العم جوجل وسام ووضعوها من العجائب، لكن يبدو أن المسئولين فى السياحة لم يلحقوا هذا الإقبال العالمى لزيارة العجيبة الأخيرة التى لحقت بأصحاب الحجر إلى أصحاب، وظل الحمار و«الكارتة» والكارو والحصان هى الوسيلة لزيارة الأخدود الذى يفصل الجبلين العملاقين بآثار القصور والنوافذ والأبواب التى تحجرت على مر الزمان.
وبالرغم من أن الدخول للأردنى دينار، وللعربى 5 دنانير، والأجنبى خمسين.. إلا أن ركوب الحمار له تسعيرة أخرى، فالحمار، لا مؤاخذة، له تسعيرة توازى الخمسمائة جنيه! لو عرفها حمارنا لطلب حق اللجوء إلى عجيبتهم الجديدة من
عجائب الدنيا، فالحمار عندنا ممكن تركبه مجانا وتظرف صاحبه بعشرة أو عشرين أو حتى خمسين!
لا أنكر أننى تذكرت أغنية «وركبنا على الحصان نتفسح سوا» وحللت مكان الحصان الحمار، وأخذت أدندن بفلوسى، وقد دفعت عشرين دينارا لركوبة حمار واحد مع صديقتى، حتى أنقذتنا صديقة ثقيلة الوزن كان من الصعب عليها ركوب الحمار، فاستأجرت «جولف كار» بمائتين دولار!
يا سلام.. عمار يا مصر، السياحة عندك ببلاش كده للمصرى والأجنبى