أغمضت عيناى وأنا أركب العربة الكارو، أو الحنطور أو ما بين بين.. فهى ترقص بين الاثنين ورائحة الحظيرة التى دخلت إليها المتمركزة وسط أكبر مدينة سياحية فى فيينا.. تتغزل فى فتحتى الأنف وتغرق العينان بالدموع، وأنا أقف فى طابور طويل أحاول أن أقرص نفسى لأفوق من هذا الكابوس!
أنا أدفع باليورو مبلغ الـ 31 عدا ونقدا، لأننى لم أصل لمستوى المواطن السنيور بعد! الذى بلغ الـ 65 عاما، الذى يدفع الـ 23 يورو فقط، أو حتى الطالب والطفل الذى يدفع الـ 15 يورو.
ما علينا الفكرة ليست فى المبلغ، وليست تلك هى الفكرة الكابوس التى تحتاج منى قرصة أذن حتى أفوق.. لكنها فكرة التهور فى ركوب عربة حنطور باليورو لألف فى حظيرة إسبانى داخل مدينة موتسارت فى فيينا!
والمدينة كلها متر فى متر إلا ربع.. أو بمعنى أصح شارعين وحارة كلها «دكاكين» مثل الخان تبيع شكوكو فى إزازة، لكن بدلا من شكوكو تضع موتسارت أو بيتهوفن!
تذكرت أصحاب العربات الكارو فى بلدنا
والجوز الخيل تك تاك بوم
والعربية يا سلام سلم
والقصر بلدنا بلد سواح
وصعبت علىّ حالى، فالكارو والحنطور يمرحان فى بلدنا بدل الساعة اثنين، لكنه لا يجد حظه لا مع أهله ولا مع الأجانب ولا بالجنيه ولا باليورو ولا حتى بالكورونا المنقرضة.
تذكرت كل هذا وأنا أرى عصبة من سواح بلدنا يركبون التوك توك يتحركون به كأنه فولكلور على شط النيل وداخل حوارى الترجمان سابقا، وكأننا فى ملاهى السندباد.
ولا أدرى لماذا تنظم سياحة الركوب فى بلاد العالم، ونترك الجانب فى بلدنا يخاطرون بركوب الفولكلور غير المصرى للتنقل وكأنه مصريا أصيلا، ويتركون الحنطور والجوز الخيل للسياحة فى فيينا.. حقا بلد بتاعت تكاتك صحيح.. مع الاعتذار لعادل إمام.