مع خالص الاعتذار للست أم كلثوم، وسى الأستاذ الدكتور إبراهيم ناجى، والألحان المتكلفة للباشا السنباطى.
فهل رأى الحب سكارى
وحشاشين
وشماميم
وأفيونجية
وترامادولية
وسرنجتية
وإستروكسية
فإذا لم يكن الحب رأى كل هذا، فهو لم يدخل شارعنا، حيث ضى القناديل والشارع الطويل، الذى يبدأ من أول شارع من شوارع مصر الجديدة المهمة والحيوية، ليسير ويسير ويطول لا ينحنى، لينتهى إلى شارع آخر رئيسى من أقوى وأدق الشوارع المصر جديدية، التى يسكنها قادة ومسئولين!
بلا فخر ولا أدرى لماذا هذا الشارع بالذات، على طوله وقلة عرضه، التى تتمركز فه المقاهى التى تضم بهاريز شباب الحى الفرفورى من وراء الجامعات الخاصة، وأصحاب محلات المنيفاتورة، والجاليرهات والبزنس الغير مفهوم.... وإلخ.. إلخ.. إلخ.
ولا أدرى لماذا يغض حى مصر الجديدة الطرف عن هذا الشارع، وشوارع أخرى مثله، يتفوق فيها رواد الكافيهات على أنفسهم فى ارتكاب كل شىء خارج نطاق الكافيه، والله ما قصر على رأى الإخوة فى الخليج.
رأيت بعينى وأنا أجلس فى عربتى التى كادت «تصدى» من كثرة تنقلاتى بالمواصلات الأخرى، منعا من إصابتى بالنقطة والفرسة والوكسة. وأنا عائدة بعد يوم فحت وردم فى العمل، ولا أجد مكان يأوى عربتى بلغة الفرافير فى تلك الليلة الحمراء، وبعد أن أردت كسر حاجز الخوف من التحرك من مكانى، فلا أجده عند عودتى، ذهبت وبالفعل يا ليتنى ما عدت.
كانت أم كلثوم تغنى الأطلال فى نهايتها، وخطر لى خاطر شيطانى، أن أركن بجانب عربات رواد المقاهى صف ثانى تحت منزلى فى الشارع إياه، وأعوذ بالله من غضب الله، جاءنى «الواد» يتمخطر وفى يده سيجارة الحشيش، وسألنى بخفة ودلع: «هوه إنت حتقعدى هنا كتير يا تانت؟» قلت بحزم: «أيوه لغاية لما ألاقى مكان للركن»، أو لما تخلص أغنية الست أم كلثوم، وبعدين إنت بتشرب حشيش؟ وف الشارع؟ مش خايف؟ وهنا رد الولد الشاب بوقاحة وقال ليه؟ هو أنا سواق، دول بيجروا ورا السواقين بس.. والموظفين!! وأنا مش سواق ولا موظف.. إنت إيه؟ سألته، قال: أنا حر.
وتذكرت ساعتها عم بدر والأسطى برعى وهو بيقول وبيسأل: يا ترى القانون حيطارد ويطبق على البهوات؟
وأنا رديت عليه.. بالتأكيد! وما زلت فى الانتظار أن يطبق على البهوات وأبناء البهوات؟
