تعيش عزيز.. وغالى.
ده النخل ياما هزه ريح ولسه ثابت وعالى.
نظرت حولى وأنا «واحدة» من عدد لا بأس به من الركاب محشورين ومحشورات جالسين وجالسات مثل عربة السردين «المتستفة» دورين.
أحاول ابتلاع المثل الذى ضربت بعينى وجدته مكتوب بجانب قائد الميكروباص الملتزم.. المنتظم.. فى قيادة ميكروباصه وإذا به تحت إلحاح الركاب يركب الكوبرى.
وحتى لا أنطق معترضة على فعلته المتناقضة مع المثل المكتوب!! فهو ليس صريحا لا فى القول ولا فى تنفيذ الوصية.. فها هو يكسر أهم قاعدة مرورية ويصعد فوق الكوبرى.
قلت أنظر لأعلى ابحث عن النخل لاستمد منه ثقتى فى قول الحق كما فى المثل الذى يقول إن «النخل ياما يهزه ريح ولسه ثابت وعالى».
وضربت عيناى فاصطدمت بأعمدة النور التى هزت الريح إعلاناتها وكادت تحطمها على رؤسنا ورؤوس العربات المارة أسفلها.. وهى إعلانات ضعيفة من خشب وورق يمكن أن تقع لا مؤاخذة فوق أم رأس عربة فايف ستارز تكلف صاحبها ما لا يقل عن مائة ألف جنيه فى أبسط الأحوال!
ويالتنى ما بحثت عن النخل من فوق الكوبرى وبالمنطق كده كيف يمكن إيجاده حتى ولو كانت كبارينا تحوى العجائب، إلا أننى رأيت إعلان يحتوى على أعجوبة.. والحمد لله إنه بالإنجليزية المتينة التى أصبحت موضة الإعلانات المستفزة إذا أردت أن يسود السلام والوئام بين طوائف الشعب الغلبان.
الأعجوبة الإعلانية الإنجليزية كانت عن «بيت الحيوان» الذى يستضيف الحيوانات الأليفة ورسم القطط والكلاب والحمد لله أنه لم يرسم غيرها، يستضيفها كفندق إذا ما أراد صاحبها الرحيل فى أجازة أو العياذ بالله التفريط فى حيوانه وعرضه للبيع أو التبنى، وأن خدمة المنزل شاملة «الدليفرى»!
وقد ظننت إن خدمة المنازل لتوصيل الحيوانات من وإلى البيت، لكنها مع الأسف ظهرت كخدمة توصيل المأكولات المنتقاة للقطط أو للكلاب على حسب ما تراه الطبيبة المعالجة إلخ إلخ إلخ.
ولأننى انفرست فرسة ينى وصرخت لأترجم الإعلانات بلا شعور خاصة الإعلانات الإنجليزية وبالتحديد هذا الإعلان!!
وما كان من السواق إلا تهديدى بعدم استفزاز الركاب وإلا سيقوم بتسليمى للأمن!
صحيح اللى اختشوا ماتوا.. فها هو يهددنى وأنا التى تركته ليكمل مشواره فوق الكوبرى وأنا ابتلع المثل «خليك صريح فى الحق» الذى كتبه على مقدمة العربة... وقررت ترجمة كل الإعلانات المعلقة فوق الكوبرى وبالإنجليزية حتي أستطيع إيجاد النخلة التى ياما هزتها الريح ولسه ثابتة عالية.