ما أشد معاناة المواطنين من المرور، وما أسوأ تكدس السيارات فى الشوارع.. لقد امتدت الأزمة إلى كل مكان بطول البلاد وعرضها، وإليكم نبض الناس.
ـ كريم محمد عبدالفتاح: انضمت مصر أخيرا إلى قائمة الدول العشر الأكثر إجهادا لسكانها مروريا، حيث جاءت القاهرة فى الترتيب الخامس، وفى الوقت نفسه حذرت دراسة على موقعHEALTH CENTER المتخصص فى الأبحاث الطبية من أن الوجود فى المدن المزدحمة يؤثر بشكل كبير على الخصوبة لدى الرجال إذ أكدت الدراسة أن الإرهاق الناجم عن التكدس المرورى والازدحام الخانق يتسبب فى خلق حالة من الضيق والاضطراب، كما أن الضوضاء تزيد حدة التوتر العصبى مما يثير مشكلات بين الأزواج تلقى بظلالها القاتمة على العلاقة الزوجية، وكشفت الدراسة أيضا أن الرجال الذين يعيشون فى مدن مزدحمة تضعف الحيوانات المنوية لديهم مما يزيد من احتمالية إصابتهم بالعقم الكلى أو الجزئي، ومن ثم تراجع القدرة الإنجابية إلى حد الاندثار والانحسار لدى البعض! ولما كان الأمر كذلك فإن اختناقات المرور تعد إحدى الوسائل الفعالة للسيطرة على معدلات الإنجاب المرتفعة، ومن ثم فإن الحكمة والمنطق والموضوعية تقتضى جميعها نقل تبعية الإدارة العامة للمرور بمحافظة القاهرة من وزارة الداخلية إلى جهاز تنظيم الأسرة بوزارة الصحة والسكان فى إطار الجهود الرامية إلى إعادة هيكلة الوزارتين.
ـ خالد السيد وهدان: تبنت الحكومة مشروع «التاكسى الأبيض»، وتدريجيا اختفى التاكسى المتهالك من شوارع القاهرة الكبري، ومن الضرورى استكمال المنظومة بأن تتبنى مشروعا يمكن أن نطلق عليه «الميكروباص الأبيض» يعمل بالغاز الطبيعى للحفاظ على البيئة، وتكهين مئات الآلاف من الميكروباصات التى تعمل منذ منتصف القرن الماضي، والتى تتسبب فى «تلوث صحي» خطير يؤثر على المناخ والصحة العامة، فضلا على أنها تعمل بلا أبواب أو زجاج أو مقاعد سليمة أو أساسيات تساعد الركاب فى التنقل، وهى بلا رخص، أو لوحات معدنية وتتسبب فى حوادث لا حصر لها، ولا رقيب ولا محضر يكتب ولا غرامة أو ضرائب تسددها، وهى منتشرة فى مناطق كثيرة بالجيزة، وتنتشر بكثرة فى «بولاق الدكرور»، وأمام محطة مترو «فيصل» وشارع «الملكة» المليء بمشكلات الصرف المغطي، وبالرغم من سوء حالة هذه الميكروباصات، فإنها تباع بمبالغ كبيرة وسوقها رائجة، وعائد وردية العمل عليها يتجاوز 250جنيها إلى جانب ما يحصل عليه السائق، وبذلك يمكن أن تربح يوميا ما يقرب من 500جنيه أى فى الشهر 15 ألف جنيه، ولا تحصل الدولة منها على مليم من حقوقها، لأنها ليست مسجلة فى دفاترها، وتسبب عبئا كبيرا على الشوارع والمواطنين.
ـ مى عبدالرءوف بسيونى: سجلت إحصاءات إدارة المرور المركزى 15 مليون مخالفة مرورية عام 2017، وأخطر هذه المخالفات، السير عكس الاتجاه حيث بلغ عددها فى هذا الشأن نحو 57 ألف مخالفة، وبلغ عدد الحوادث 5836 نتج عنها 1929 قتيلا وأكثر من 7200 مصاب.. وهناك ملاحظة جديرة بالانتباه، هى أن معدل الحوادث والوفيات والإصابات قد انخفض عام 2017 مقارنة بعام 2016، ويمكن القول إن المشروعات القومية لإنشاء الطرق الجديدة أسهمت بشكل فعّال فى انخفاض معدلات حوادث المرور، ولكن معدلها فى مصر أعلى من نظائرها فى كثير من دول العالم، مما يشير إلى ضرورة نشر الوعى المروري، ونقترح تدريس القواعد الأساسية للمرور ضمن سنوات المرحلة الإعدادية، لأن الكثيرين لا يعرفون ـ على سبيل المثال ـ الفروق بين الخطوط البيضاء والصفراء التى تفصل بين حارات الطريق فضلاً عن الاحتياطات الواجب مراعاتها فى حالة هطول الأمطار أو وقت ظهور الشبورة.. إلخ.
ـ د. سليم عبدالحي:لا أدرى ما سر إصرار المسئولين بمحافظة الشرقية على إقامة سور ضخم بارتفاع شاهق يمتد لعشرات الكيلومترات حول خط السكة الحديد الواصل بين مدينتى الزقازيق وبنها فى مشهد صارخ على إهدار الملايين من الجنيهات فى وقت تئن فيه هيئة السكك الحديدية تحت وطأة قلة الموارد اللازمة لتطوير هذا المرفق المهم حماية لأرواح الآلاف من مرتادى القطارات، وإنى لأعجب حقا: ألم يكن من الأولى توجيه هذه الملايين نحو تحديث منظومة القطارات، وجعلها تدار بشكل آلى بدون تدخل بشرى لتقليل تلك الحوادث المروعة التى تودى بحياة المئات من الأبرياء؟ إن كان ولابد من بناء هذا السور فليكن ليس بمثل هذه التكاليف ولا هذه الارتفاعات الشاهقة؟
ـ المستشار ـ مجدى أمين جرجس: يعاني سكان شارع الحجاز في المنطقة الواقعة بين ميداني الحجاز وهليوبوليس بمصر الجديدة تراكم الأتربة بكثافة علي جانبي الطريق، وعند مرور السيارات بالشارع فإنها تتناثر وتملأ الجو غبارا يخنق الأنفاس ويضر بالبيئة، وأعتقد أن حي النزهة يملك من المعدات ما يمكنه من رفعها وإعادة الشارع إلي ما كان عليه من نظافة وجمال.. أليس كذلك؟.