Close ad
هعديها بس أنا مبنساش!

دينا ريان 25 مارس 2018

لم أصدق ما قرأته وأنا أصعد رأسا برأس مع الميكروباص الذى يشبه الحصالة أو الغسالة أو الدبابة، المهم أنه المفروض ميكروباص لكن فى الحقيقة هو أشبه بصفيحة السمنة البلدى زمان! التى بدون غطاء بلاستيك.. كلها مبرشمة بالصفيح.. أو مثل صفيحة الملوحة وفتحة صغيرة تم حشر فيها الملوحة الذين تحولوا بفعل فاعل إلى بشر مملح داخل هذا الشىء المتحرك الفاقد للتهوية.
نعم لم أصدق أولا ما كتب من تحذير من المرور بعدم صعود الأتوبيسات أو عربات النقل أو الميكروباص.
والمنع مكتوب ومرسوم عشان لو البيه السواق أمى أو واخذ شهادة «نحو الأمية» كما ينطقها عم السيد بواب عمارتنا وهو فخور بأنه حصل عليها وبدل الميم جعلها بالنون لتصبح بدلا من محو الأمية إلى نحو الأمية!
إذا كان اللا مؤاخذة سواق الميكروباص خريج نحو الأمية ولا يقرأ فبالتأكيد سيفهم الرسم ممنوع صعود الميكروباص إلى الكوبرى ما علينا.. المهم أنه أساسا لم ينظر إلى العلامة، فقد كان مشغولا بالتحدث أو بمعنى أصح الخناق فى الموبايل.. كدت اصطدم به لولا أننى قرأت ما هو مكتوب فى مؤخرة صفيحة السردين أو الملوحة «هعديها بس أنا مبنساش»!!
وقررت الهروب من جانبه وأنا اتخيل كم السب والقذف الذى حصلت عليهما وأنا أراه فى المرآة وقد ارتكبت واحدة من الكبائر!
«ولما ييجى دورك. ما تستخباش» فتلك العبارة لحقتنى فى مقدمة الميكروباص.
وإذا جمعت العبارة على بعضها ستفهم ما فعله معى فى مطاردة جيمس بوندية على طول الكوبرى وعرضه وارتفاعه ورصيفه، فالعبارة يا جماعة تبدأ:«هعديها بس أنا مبنساش» ولما ييجى دورك.. ما تستخباش.
وهذا ما حدث.. لقد تركنى اهرب من جانبه قبل اصطدام عربتى بعربته بالصفيحة المدببة الحادة المناشير والسكاكين وكل الآلات الحادة نتيجة الحوادث التى ارتكبها بالتأكيد فيما لا يقل عن شهر.. فعلا عدانى لكنه لم ينسى تلك الإهانة أننى مع الأسف تفاديته وتخطيته وكنت أظنه طفش أو نسى أو تناسى لكنه كان ينتقم من آخرين حتى تفرغ لى وجاء دورى وأردت الهرب للمرة الثانية والأخيرة ولو كنت أستطيع الاختفاء أو القفز من فوق الكوبرى لفعلت خوفا وهلعا من تلك المطاردة وهو يضحك ويرهب من حوله ويعلنها ولما ييجيى دورك.. ما تستخباش وظلت المطاردة قائمة حتى تفتق ذهنى عن حل رايته فى أحد أفلام الأكش الأمريكية الكوميدية.. وقفت بجانب الطريق وأخرجت منديل ورقى أبيض وأخذت أشاور له معلنة استسلامى ورفع الراية البيضاء.
والحمد لله جابت محاولات الخيال العلمى نتيجة فى الشارع المصرى بعد أن رأى الرجل سائق الميكرو ما فعلته رفعه يده مسالما وقال مثل القصرى فى فيلم نورماندى تو.. خلاص حتنزل المرة دى.. وتركنى ورحل باحثا عن ضحية أخرى.. تجربتى أقدمها للغلابة من أصحاب الملاكى أمام وحوش ميكروباصات صفايح السمنة أو الملوحة قبل ما ييجىى دورك يا باشا.

اخبار جوجل تابعوا صفحتنا على أخبار جوجل

الاخبار المقترحة

الاخبار الرئيسية

مقال رئيس التحرير

بقلم هشام الزيني

"ولسه"

الأكثر قراءة