جلست والدمع فى عيناى.. أتابع.. آخر تطورات الأحداث السياسية والقرار الخسيس الذى أخذه ترامب وكنت قد عدت إلى قواعدى سالمة إلى ميكروباصات القاهرة، وما أدرك ما القاهرة المحروسة سابقا.. المهروسة المفروسة حاليا.. بالتيت والتات.. من كل كلاكسات والفرامل الملعونة الأمريكانى بصوتها الغبى بموتوسيكلاتها، فكل برغوت على قد دمه.. من الموتوسيكل المسمى بالمكنة إلى الهارلى بتاع الهاى، والنتيجة ضجيج يؤدى إلى مستشفى الأمراض النفسية حاليا.. المجانين سابقا.
كان حالى من حال كل من حولى ولم يسلم «الكابتن» قائد الميكروباص وكأنه قائد إيرباص من حالة الغضب والفرسة التى أصابتنا بالوكسة من جراء ما حدث من «السيد ترامباوى» كما بدأ أحد الركاب تسميته وهو يناقش أحد الركاب.
ولاد الـ... تيت.. عاوزين يهدموا الأقصى.. ولاد الـ... تيت مش مكفيهم أنهم زى القرادة لابدة ولاصقة زى الفرى فى قلبنا.. لا عاوزين يهدموا الأقصى.. كانت تلك الكلمات التى أشعلت نار الحوار داخل ميكروباص السياسة.. حاولت كعادتى تهدئة النفوس خاصة بعدما وجدت قائد الإيرباص أقصد الميكروباص يناور ويضرب غرز ويفرم ويصعد حبة فوق.. وحبة تحت.. حبة فوق الرصيف وحبة تحت الرصيف.. حبة فوق مطب طبيعى.. وحبة تحت حفرة من حفر الأسفلت غير المتسفلت ولكننى كعادتى جيت أطفيها ولعتها زيادة.وبدل ما كحلها عميتها.. ولا تسألنى ما الذى فعلته.
ولكن بالتأكيد كعادتى أخطأت التعبير عن مكنون نفسى الممزقة بين طبقة الفرافير بتوع المدارس الهاى فاى وبين هوى البسطاء وعلى البساطة تيجى ناكل بطاطا.
وفجأة.. ضرب البيه السواق.. فرامل كادت توقف عربة الميكروباص على بوزها أفقى!
بحيث أننا كلنا اتكربسنا من المقاعد الخلفية إلى المقاعد الأمامية صف واحد.. هم يضحك وهم يبكى.
ثم أخذ يزعق فينا.. أقسم بإيمانات المسلمين لو مبطلتوش تسخنونى على يهود الـ.... تيت لأروح بيكم فى داهية واطلع بيكم على فلسطين ومنها على الأقصى دورونى بقه حتعملوا إيه؟
شوية أفندية.. ماوراكوش إلا الكلام.
وهنا سكت الجميع.. وساد الصمت الرهيب
مؤدبين.. حلوين.. مفيش كلام ولا حتى اعتراض
ناس متجيش إلا بالشخيط والعين الحمرا