Close ad
الطريق إلى عمارة يعقوبيان!!

دينا ريان 17 سبتمبر 2017

 
الطريق إلى عمارة يعقوبيان!!
 
يبدو أن تركيزى على ركوب الميكروباص فى المسافات البعيدة أو حتى القريبة نسبيا أنسا فى المسافات القريبة التىيمكن أن تأخذها سيرا على الأقدام فى ثلث أو نصف ساعة. وهذا ما فعلته وأنا ذاهبة فى غفلة من الزمان للمشاركة فى حفل توقيع كتاب أحد الأصدقاء الزملاء فى وسط البلد، وبالتحديد فى عمارة يعقوبيان!!
لا أدرى لماذا أصبح اسم تلك العمارة الشهيرة مضحكا وفكاهيا من البعيد قبل القريب.
فما أن اقترحت على زملائى أو أصدقائى مرافقتى إلى العمارة حتى وجدت سيلا من السخرية والهزار والتجاوز!! يبدو أن الفيلم أساء لسمعة تلك العمارة التاريخية التى كلما ذكرتها امطرنى من حولى بنكر مشاهد.. منها!!
فما كان من مفر إلا أن سخنت كعب حذائى الذى داب من كتر مشاوير الأحباب على رأى إسعاد يونس. أنا دبت وجزمتى نعلها داب من كتر التدوير على الأحباب وانطقلت سيرا على الأقدام من الجرنال إلى وسط البلد لكن..؟
حدث ما كنت أخشاه لقد ظللت واقفة أحاول عبور شارع الجلاء لمدة نصف ساعة فى انتظار اختراع قديم كان اسمه إشارة مرور أو رجل مرور أو أى حاجة لها علاقة بالمرور بلا فائدة.. «شوفنا أكتر شوفنا» عرفت من أين تأتى كلمات أغانى عمرو دياب وعمرو مصطفى وأى عمرو أو محسن أو هانى أو دوحة أو ميمى من أسماء المطربين الشباب، برغم أن بعضهم لا يمتون للشباب بصلة، فهم يقتربون جدا من سنى.. سن المعاش.
فقد ظللت أردد شوقنا أكثر شوقنا فى حالة من الغزل والوصل لعلى أرى رجل مرور فى هذا الشارع فى تلك الساعة الليلية لا لشىء يمكن يقدر يمسك إيدى ويعدينى وسوف اتركه يمسك إيدى يا فوزية.
أبدا لم أجد طيب فيه إشارة يا ترى توقف سيل العربات والموتوسيكلات والتريسكلات والتوك توكات وقد احمرت وجنتاى مثل البلح أمهات.. أبدا.
وقبل الدمار الشامل والانهيار العظيم لفقرات ظهرى المتخشب وقبل أن أفكر فى الجلوس على الرصيف حامدة ربى أننى قررت النزول قبل موعد توقيع الكتاب بساعة كاملة.
عطف علىَّ سائق ميكروباص واضح أنه مصلحة.. صديق.. تذكرنى من أيام رحلاتى إلى الطالبية وإمبابة.
وسألنى.. أيوه يا باشا مصلحتك فين؟
بمنتهى البراءة رددت. عاوزة أعدى الشارع!
وبمنتهى الجرأة أوقف الميكروباص بركابه وسط الشارع!! تاركا عجلة القيادة.. ماسكا يدى موقفا الشارع كله بيد واحدة لوح بها.. وعبرت! وتذكرت العبور وخط بارليف يا سلااام.. الرجال المصريين حقا يظهرون وقت الشدة.
تركنى وأنا امطره بالدعاء وكلمات الشكر وهو يربت على رأسه ويقول تحت أمرك «يامه».. خدى بالك يا حاجة!! وقبل أن اكمل رحلتى عاد.. سائلا.. هو أنتى رايحة فين يا أبلة؟ بمنتهى الثقة قلت:«عمارة يعقوبيان»!
مصمص شفتيه وكأنه سمع لا مؤاخذة سب عال المستوى وقال «هىء هىء هىء» طب ليه الغلط ده.. استغفر الله العظيم! لا حول ولا قوة إلا بالله.. ابقى  قولى يامه أنك رايحة ٣٤ ش طلعت حرب وبلاش تفسرى بالاسم!!
اركبى يا أبلة.. وركبت وياليتنى ما ركبت.. معكم فى الرحلة القادمة.
اخبار جوجل تابعوا صفحتنا على أخبار جوجل

الاخبار المقترحة

الاخبار الرئيسية

مقال رئيس التحرير

بقلم هشام الزيني

"ولسه"

الأكثر قراءة