ادخلوها بسلام آمنين.. مصر.. لكن يستثنى منها هذا المكان الذى دخلته بطريقة انتحارية وبعربتى.. مستغنية مؤقتا عن الميكروباص العزيز.. لا أدرى حتى الآن ما السبب وراء تلك الفعلة الشنعاء.
ربما أردت تحدى صديقى الفنان الذى قال لى إن الشارع الذى كنت أذهب إليه من أكثر من ثلاثين عاما لأدرس تذوقا فنيا فى الأكاديمية، وكان اسمه خفرع.. قد تحول إلى شارع خاتم المرسلين.. تعالو نشوف إمبراطورية سائقى الميكروباص واقرانهم بيعملو ايه .كل سائقى المركبات ينادوا على اسم الشارع بالمسمى الجديد فتحول بالفعل ومع الأيام وتحت سمع وبصر الحى والمحافظة إلى شارع خاتم المرسلين، وأستغفر الله عما يحدث فى نهاية هذا الشارع.. لا لا أرجوكم لا تفهمونى غلط.
إن ما يحدث من موبيقات وامتهان لكرامة الإنسان فى هذا المكان يفوق بكثير الفحش والفسق!!
نعم وبالتأكيد.. لقد وصلت لبداية نهاية الشارع، واضطررت لركب السنيورة الحنتورة الفرفورة عربتى على الرصيف الوحيد الذى وجدته بعد أن دفعت ٥٠ جنيها!! لأحد الحراس هناك، ولا أدرى بالطبع ما الذى يحرسه بالضبط.
ودخلت غازية وأنا أشعر بالخزى وأنا أخسر الرهان وأطأطئ رأسى وعربتى ورائى والكارو أمامى. بعد أن أيقنت أنه يصعب بل من المستحيل الدخول بعربة لها علاقة واضحة بالعربات، فإما التوك توك أو أشباه العربات أو الكارو والموتوسيكل أو التريسكل.. أو.. أو الحمير!!
هباااه عند أول رصيف قلبنى الكارو لأجلس متربعة بجانب «الولية» التى تنظف أرجل الفراخ وتبيعها بالواحدة للغلابة! الإصبع بنصف جنيه! أما الكيلو جرام فب ٢٠ جنيها لسائقى أصحاب الكلاب!!!
ضرب الدم فى عروقى وكدت أهبش الجدع من دول الذى يشترى أكل الفقراء للبهوات أصحاب الكلاب.. مش كفاية كمان بتشاركوهم فى أرجل الفراخ لكلابكم.. وإذا بالمرأة «الولية» فى محاولة جدعنة نسائية.. تدافع عنى من بداية افتراسى من مدربى الكلاب وأصحابهم وبالصوت الحيانى.. زعقت على «الواد سبنس» اختصار سبنسة ليحضر بميكروباصه.. لينقذ الهانم!!
أنا مش هانم! أنا عاوزة أفهم.. أنا.. أنا ولم أكمل حتى وجدتنى أقفز بدفعة واحدة من بائعة أرجل الفراخ.. ادخلى واضح إنك تايهة فى بلدنا.. نظرت للميكروباص الذى لم يسألنى أنا رايحة فين فوجدت عبارة «ميكروباص الضالين» ولا حول ولا قوة إلا بالله.