Close ad
من الإيرباص للميكروباص!

دينا ريان 8 مارس 2017

كلما خطوت خطوة لفحتنى عبارة فيلم القرد بيتكلم، وبمناسبة القرد قفزت إلى ذهنى نـظرية النشؤ والارتقاء وطبقتها على نفسى.. فوجدتنى مثل القرد عفوا عندما تطور فأصبح إنسان ثم تدهور فعاد قردا والعياذ بالله.
هذا ما حدث وإلا كيف تفسر لى أننى بدأت حياتى المرورية اتشعلق فى الباص.. مكير الميكروباص.. حيث الأتوبيس المصرى الأصيل بلونه الأحمر وكتل اللحم البشرية تتدلى منه كعناقيد العنب، كان هذا أيام الطفولة فى الـ ٧٠ وبداية المراهقة والشباب مع بداية الثمانينيات.
واركب «الأتوبيس» ولف به واقعد لآخر الخط واتشعلق واركب يا دندون هكذا كنت اصبر نفسى وأنا أسعى فى أولى خطوات الحياة المهنية ونصيحة زميل صحفى سبقنى فى الخدمة فى المؤسسات القومية قائلا:«عشان تبقى صحفية درجة أولى.. اركبى أتوبيس درجة ثانية!» وجربى الشعلقة والشقلبة! ومعاناة المواطن! حتى تصدقى فى كلماتك الصحفية!
وفعلتها مجبرة غير مخيرة لأنه لم يكن لدى وسيلة مواصلات غيرها.. فالتاكسى أيامنا كان لا يقف وإن وقف فأنت نادرا بمرتبك الكحيان ما تملك أجرته.
وهيااه من الباص للإيرباص أول طائرة فرنسية ـ أوروبية تتعاقد عليها مصر للطيران فى أوائل الثمانينيات وتشاء الأقدار أن أكون ضمن الوفد الصحفى الذى طار ليزف قدوم أول طائرة أوروبية غير أمريكية تزف إلى مصر بعيدا عن احتكار سماء الأمريكان لسمواتنا العربية.
هناك شهدت عظمة الصناعة والمصانعوأبهة الطائرات بدون شعلقة ولا كركبةولا شعلقة وتمنيت وأنا على أعتاب الشباب أنا أعيش وأرى بلادى تصنع طائرات وليه لا وثورة الصين كانت قبلنا بعامين ١٩٤٥، ودارت الأيام وسافرت كثيرا وركبت كثيرا وكتبت أكثر، والشعر شاب وهرمنا.. ولم نصنع لا طائرة ولا باص ولا حتى ميكروباص.
لكن نزولا على رغبة القراء عدت لأركب الميكروباص أراقب من خلاله سر خلود الشعب المصرى وصبره على المكاره والنكتة التى تصاحب الدمعة.. وبناء على نظرية النشؤ والارتقاء ثم التدهور بدأت بالباص ثم الإيرباص وعدت للميكروباص.. أخفيت ابتسامتى ونظرية داروين لأجد إعلان فيلم القرد يؤكد أنه ولابد على أصل المواطن منا تدور.
 
اخبار جوجل تابعوا صفحتنا على أخبار جوجل

الاخبار المقترحة

الاخبار الرئيسية

مقال رئيس التحرير

بقلم هشام الزيني

"ولسه"

الأكثر قراءة