تهتز صناعة السيارات في جميع أنحاء العالم علي وقع ما يحدث في واشنطن، فلم تعد المنافسة بين كبار الشركات وتطور التكنولوجيا هما المحددان للسوق في العام الجديد.. دخل ترامب بقوة بعد أن هدد "تويوتا" في صادراتها من المكسيك إلي الولايات المتحدة وتحدث صراحة بعد يوم من انتخابه عن فرض رسوم جمركية مرتفعة علي السيارات المصنوعة خارج أمريكا وهو ما سيكون له تأثير هائل علي المستهلكين لأنه ببساطة سيؤدي إلي إرتفاع تكلفة الواردات والسيارات الأمريكية الصنع التي تستخدم أجزاء مستوردة.
الشركات الأمريكية تنظر إلي تهديدات ترامب بعين فاحصة وهي لا تستخف بالتهديد مثلما تفعل وسائل الإعلام الكارهة للرجل .. بشكل عملي قامت شركة فورد بتجميد خطة بناء مصنع في المكسيك بقيمة مليار و٦٠٠ مليون دولار وفي يناير الماضي قالت الشركة العملاقة أنها سوف تقوم بزيادة ٨٠٠ وظيفة في مصانعها في ولاية مشيجان والتي تعاني من هروب الشركات الكبري إلي الخارج ولم تعط الشركة موقفا واضحا من رضوخها لتهديدات ترامب قبل فوزه بالرئاسة حيث قال أكبر مسئول بها أن خطط إلغاء المشروع المكسيكي كانت قائمة حتي لو لم ينتخب ترامب رئيسا لأن هناك تراجع في الطلب علي السيارات الصغيرة في السوق الأمريكي.
كما هدد ترامب شركة بي إم دبليو وقال صراحة في وقت سابق في مقابلة مع صحيفة كبري في ألمانيا "أود أن أقول لـ BMWأنه إذا كانت ترغب في بناء مصنع في المكسيك وتخطط لبيع السيارات في الولايات المتحدة، دون فرض ضريبة 35 في المائة، يمكنها أن تنسى ذلك ". من المتوقع أن ترتفع أسعار السيارات التي يتم تصنيعها في الولايات المتحدة أيضا، لأن اجزاء السيارات يتم استيرادها من المكسيك.
عبر الحدود، تشعر المكسيك بالقلق من سياسات ترامب بعد أن انتعشت الصناعة بقوة في السنوات العشر الماضية وانتشرت مصانع السيارات في كل أنحاء البلاد حتي وصل الإنتاج إلي ٣.٥ مليون سيارة من النوع الخفيف في ٢٠١٦ بزيادة ٦٧ ٪ عن انتاج عام ٢٠٠٨! حجم الإنتاج في المكسيك وحجم المكاسب للشركات يدفعهم لمحاولة ترويض أفكار ترامب .. لكن ترامب مشكلته أنه "غير متوقع" وأول غرائبه أنه بدأ في تحقيق وعوده!!