أعلن المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة أن وفداً من "مرسيدس بنز" العالمية سيزور مصر فى أوائل عام 2017 لبحث فرص توسيع استثمارات الشركة فى السوق المصرية، وأن ذلك يأتى فى ظل تحسن الأوضاع الاقتصادية ونجاح برنامج الحكومة للإصلاح الاقتصادي الذى يعد ركيزة أساسية لبث الثقة لدى الشركات العالمية وزيادة فرص وجودها فى مصر خلال المرحلة المقبلة.
جاء ذلك خلال لقاء الوزير مع وفد برئاسة توماس زورن الرئيس التنفيذى للشركة بمصر، والدكتور أينجو كونراد مدير أول التصنيع والشئون الخارجية فى دايملر العالمية. ويقول د.حسن على عتمان المستشار العلمي والتكنولوجي بجامعة المنصورةأن توماس زورن أكد أن مرسيدس تتطلع إلى فتح حوار جديد مع الحكومة المصرية تمهيداً لضخ مزيد من الاستثمارات بالسوق المصرية، وذلك فى إطار العلاقات الثنائية القوية التى تربط مصر والمانيا، وفى اللقاء نفسه قال الدكتور أينجو كونراد إن جمعية صناعة السيارات الألمانية بصدد زيارة محور قناة السويس لاستعراض الفرص الاستثمارية المتاحة فى صناعة السيارات، وأشار إلى أن شركة "دايملر" العالمية لديها مشروعات توسعية جديدة فى الصين والولايات المتحدة والمجر وجنوب إفريقيا، وتسعى أيضاً إلى التوسع فى السوق المصرية.
وعلى جانب آخر احتفلت مرسيدس- بنز ميكاترونيك مصر بتخريج الدفعة الثانية من طلاب أكاديمية مرسيدس-بنز بمصر، بحضور توماس زورن الرئيس التنفيذي لشركة مرسيدس-بنز ايجيبت وكبار الشخصيات، ويذكر أن أكاديمية مرسيدس- بنز ميكاترونيك تأسست فى مصر بدعم كامل من كل من مؤسسة المشروعات العالمية، والغرفة الألمانية العربية للصناعة والتجارة، وقسم التدريب الدولى والاستشارات فى دايملر بشتوتجارت، حيث ساهمت بشكل كبير فى تطوير الأكاديمية التى تتمتع اليوم بتلك المكانة الرائدة فضلا عن أن شركة مرسيدس بنز إيچيبت تدير وتشرف بالكامل على الأكاديمية التى تتوافق مع أهداف مرسيدس-بنز فى مجال مبادرات المسئولية المجتمعية، بما يؤكد التزامها تجاه المجتمع المصرى فى إطار جهودها الرامية للمساهمة فى تطوير التعليم والتدريب الفنىفى مصر بإعتبارها من كبريات الشركات العالمية الرائدة فى قطاع السيارات، والتدريب الفنىفى مجال الميكاترونيك، وأن هذه المبادرة غير الهادفة للربح تسعى لتنمية مهارات الأجيال الجديدة من فنيى الميكاترونيك المحترفين فى مصر بهدف المساهمة في تطوير صناعة السيارات والكفاءة في قطاع خدمات ما بعد البيع.
وأحسب أنه من الضروري دفع عجلة الاستثمار في صناعة السيارات باستقطاب كبرى شركات تصنيع السيارات العالمية والصناعات المغذية لها والتواصل معها على غرار ما تم بشركة مرسيدس بنز لإنشاء مصانع لها بمصر على ان تكون مصر هي القاعدة التجارية لتلك الشركات بشمال إفريقيا لاسيما وأنها تحظى الآن بمناخ استثمارى جيد وبنية أساسية محفزة لدى شركات السيارات العالمية علاوة على انخفاض الأجور الأمر الذى يجعل مصر أيضا بوابة لتلك الشركات لغزو القارة السمراء.
أيضا ينبغي الاستفادة من الاتفاقيات المبرمة بين مصر والدول المتقدمة في صناعة السيارات والصناعات المغذية لها لحثها على توجيه إستثماراتها فى هذا المجال نحو مصر للحصول على سيارات مصنعة بالكامل في مصر تحت راية تلك الشركات محققة تلبية إحتياج السوق المصرية، وتصدير الفائض منها إلى الأسواق الخارجية، فضلا عن تعزيز القوة التنافسية العالمية لصناعة السيارات، كما يجب على رجال الأعمال وكبار المستثمرين المصريين المهتمين بصناعة السيارات والصناعات المغذية لها التواصل مع تلك الشركات العالمية من أجل تكوين شراكة حقيقية معها، والعمل على رفع قيمة مخرجات هذه الشراكة وتوفير قيمة مضافة فى ظل جنى ثمار طيبة بنواحيها الاقتصادية والاجتماعية ، ومن ثم ينبغي أن تتدفق دماء هؤلاء المستثمرين ورجال الأعمال فى عروق وشرايين الشركات العالمية لصناعة السيارات لتحقيق التنمية الشاملة بمختلف محاورها، وفتح آفاق جديدة أمام الاستثمارات العالمية مع حشد جميع امكانات الطرفين بما تحمله من معرفة، وطاقات وخبرات إدارية وتنظيمية وتكنولوجية وإمكانيات مالية وما شابه ذلك لتسهم في النهوض بصناعة السيارات في مصر باعتبارها واحدة من القاطرات الرئيسية لقطاع التصنيع في مصر.