قال الدكتور أسامة عقيل أستاذ هندسة الطرق والموانئ والمطارات بجامعة عين شمس إن حل مشكلة النقل الحضرى في إقليم القاهرة الكبرى ومشاكل المرور، سيتم بالتحول إلى نظام النقل بالاتوبيس السريع المميز (بى أر تى ) ومنه المفصلى والاتوبيس القطار والثنائى الأدوار.
وأكد عقيل - خلال الندوة التى عقدت بالمركز المصري للدراسات الاقتصادية أدارتها الدكتورة عبلة عبد اللطيف مدير المركز - أن من مزاياه أنه قليل التكلفة ويمكن تنفيذه في وقت أقل ولاتتعطل الحركة إذا تعطلت إحدى وحداته وقابل للتحديث والتطوير بتكلفة أقل فضلا عن أنه نظام مرن ويقبل إضافة أو حذف خطوط بسهولة ويحقق عوائد جيدة، مضيفا أن 147 مدينة في العالم أخذت بهذا النظام وأخرها الأردن وعواصم إفريقية.
وقال إن مشروع (بى ار تى ) تمت دراسة كل تفصيلة فيه وعليه تم التفكير في إقامة شركة النقل الجماعى المتميز وتأسست بالفعل غير أن التزاعات الحكومية حول المساهمة فيها وتشغيلها عطلت تفعيلها حتى الآن.
وقدم عقيل اقتراحات أخرى للتصدي للمشكلة مثل إلغاء الانتظار المجاني من 8 صباحا إلى 8 مساء، وفرض ضريبة إضافية على تذاكر الانتظار ورسوم إضافية على سيارت الملاكي والتاكسي عند الترخيص أو التجديد، وإحياء خط سكك حديد العباسية حلوان وهو لن يتكلف الكثير.
وأوضح أن الحل الجذري لمشكلة النقل الحضري في إقليم القاهرة الكبرى ومشاكل المرور، يحتاج إلى تدخل رئيس الجمهورية بعد أن تم عرض هذا الحل المرتكز على الخبرات الدولية ودراسات البنك الدولي والجايكا اليابانية وهيئة التخطيط العمراني منذ نحو عامين على الحكومة دون أن تتخذ الإجراءات اللازمة للتنفيذ.
وأكد عقيل أن الحل يجب أن ينطلق على ثلاث مراحل أولها: رفع كفاءة وسعة وإدارة عناصر منظومة النقل، وثانيها تقليل الطلب على النقل في ساعة الذورة وذلك عبر اتخاذ إجراءات لتحويل مستخدمي السيارات الخاصة والتاكسي إلى استخدام النقل الجماعي، مضيفا أن رحلات الذهاب والإياب إلى العمل تشكل 50% من مجموع الرحلات اليومية بالإقليم والبالغ 24 مليون رحلة.
وأضاف أنه بالإمكان جذب من 40 -50 % من ركاب السيارات الخاصة إلى النقل العام حال توفيره بطريقة عصرية وبسعر مناسب، مشيرا إلى أن الأتوبيس الواحد يغنى عن 250 سيارة خاصة، أما الخطوة الثالثة والأخيرة فهي إضافة سعة جديدة كبناء خط نقل جديد أو أنفاق أو كباري أو طرق.
وأكد عقيل أن إجمالى خسائر تردى منظومة النقل بالقاهرة الكبرى يبلغ 40 مليار جنيه تقريبا، منوها إلى أن ما يزيد من جسامة المشكلة هو الرحلات الإقليمية التي تأتي إلى القاهرة الكبرى والتى تبلغ 2.5 مليون رحلة يومية بحثا عن فرص أو للحصول على خدمات أو من أجل التجارة أو الترفيه.
وبيّن أهمية وجود مخطط استراتجيى منسق ومنظم ومراقب للتصدى للمشكة واعتبار القاهرة الكبرى كتلة تخطيطية واحدة، مستبعدا أن يكون النقل النهري وسيلة لحل مشكلة نقل الأفراد.
من جانبه قال الدكتور مصطفى أبو هشيمة – مدير المعهد القومى للنقل - إن نظام الأتوبيس المميز السريع هو الحل الأهم لمشكة النقل والمرور لكنه ليس الوحيد ويحتاج تطبيقه إلى دراسة تفاصيل كثيرة عن علاقة الأتوبيس الجديد بهيئة النقل العام ومواقع المحطات والشوارع التى سيتم اختيارها لمرور بإساته ومعالجة مشاكل الأرصفة والدورانات وصيانة الطرق والقضاء على الفوضى والعشوائيه وتغيير الثقافة المرورية وتطوير النقل النهري للبضائع والنقل بالسكة الحديد ورفع مستوى الرقابة الشعبية على خدمات النقل ووضع معايير لجودة خدمة النقل.
وعقبت الدكتورة عبلة عبد اللطيف المدير التنفيذي للمركز المصري ومدير البحوث، بالقول إن حل مشاكل النقل والمرور يحقق منافع اقتصادية واجتماعية لاحصر لها، مشيرة إلى أن الحق فى النقل المحترم هو أحد حقوق الإنسان وأن النقل الميسر يساعد المواطنين على توسيع افاق أعمالهم ويدعم الحراك الاجتماعى والعدالة الاجتماعية.
يذكر أن المركز المصري للدراسات الاقتصادية بدأ منذ 20 سبتمبر الماضي، سلسلة ندوات تحت عنوان "مشاكل الاقتصاد المصري.. المخرج والحلول المتاحة"، وسيواصل الندوات في الأسابيع المقبلة، حيث يناقش قضايا التعليم فى مصر، ومكافحة الفقر، ودور الدولة، والتجارة الداخلية وحماية المستهلك.