إن الأصوات جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، كانت في الماضي تمدنا بالمتعة والاستمتاع من خلال سماعنا للموسيقي أو لأصوات الطيور، لكن الآن وفي المجتمعات الحديثة، أصبحت الأصوات مصدرإزعاج لنا، لا نريد سماعها لذلك فهي تندرج تحت اسم "الضوضاء".
ويختلف الناس في قدراتهم على تحمل الأصوات الشديدة والمزعجة، فالأذن البشرية ليست متساوية في حساسيتها للترددات ولشدة الأصوات والضغوط المختلفة.
الصوت عبارة عن طاقة تصدر من اهتزاز أي جسم يتحرك بسرعة، وتكون هذه الطاقة على شكل موجات تنتقل في الهواء، ولكي يكون للصوت وجود، لابد له من مصدر يحدثه، ومن وسيط تنقله، وأيضا لابد من أذن تسمعه.
وتصدر الأصوات من جميع الكائنات التي تعيش معنا على كوكب الأرض، كما تصدر من الإنسان ومن مخترعاته ومكتشفاته، وتنتقل موجات الصوت في الهواء بسرعة واحدة هي 770 ميل في الساعة، أو 337 مترًا في الثانية، وتقاس قوة الصوت بوحدة «الديسيبل»، وهو أدنى فرق بين صوت وآخر تستطيع الأذن البشرية أن تحسه.
وعلى الرغم من أن الأصوات ضرورية للإنسان ولا غنى عنها للتفاهم ونقل الأفكار والمعاني، إلا أن كما قالالأقدمون ما زاد على حده انقلب إلى ضده فالتلوث السمعي أو «الضوضاء» هو عنصر مستحدث من
عناصر تلوث البيئة وبالأخص لسكان المدن، وهو أحد مخلفات الحضارة الصناعية، وهنا يعرف التلوث السمعي (الضوضاء) بأنها جملة أصوات مستهجنة تحدث تأثيرًا مضايقًا للسمع ومثير ا للعصبية، وتحدث عادة بسبب سوء التخطيط و خاصة في المدن المزدحمة لدول العالم الثالث، ويرتبط التلوث السمعي أو الضوضائي ارتباطًا وثيقًا بالمستوى الثقافي والعلمي للشعوب.
وللأسف الشديد, فقد انتبهت الكثير من الدول إلى معالجة أثار تلوث الهواء ثم المياه في حين غفلت عن هذا الخطر المباشر على صحة الإنسان.
وأخيرًا مع تقدم العلم الحديث, فقد تنبه العلماء إلى وجود علاقة وثيقة بين مستوى الضوضاء والكثير من الأمراض الخطيرة التي نعاني منها الكثير في العصر الحديث، وبدأت العديد من الجهات البحثية وخاصة بالدول المتقدمة في إجراء العديد من البحوث والتحاليل لهذه الظاهرة، وبالتالي اتخاذ كثير من الإجراءات الضرورية للحفاظ على سلامة الثروة البشرية لديها من هذه الأمراض التي تصيب الإنسان بشكل مباشر نتيجة لهذا النوع من التلوث.
في المقال القادم كيفية قياس الضوضاء ومستوياته